جلست ذات يوم رسائل ادبية

من بعد وفاة جدتي.. جدتي حبييتي في نهاية عام 2011 م تحديدا نضب واضمحل من أعماقي نهر عظيم من السعادة، كانت رحمها الله تملا قلبى مشاعر هائلة من السعادة والدف، وتشحن حواسي الخمس بطاقة روحانية جميلة؛ كلما جلست بقربها أحسست بأني هنادي تلك الحفيدة المميزة ابنة ابنتها الكبرى الأولى وتلك الطفلة المدللة، مازلت أشعر بهذا الإحساس حتى وأنا أجلس بالقرب منها وهي ممدودة على سرير المستشفى والأسلاك تتدلى بقسوة من جسدها الضعيف، «متى بشوفج يدو؟» لم أسمع هذه العبارة منذ فترة طويلة، كم اشتقت لسماعها وصوتها يهتف باسمي مقرونا بذلك السؤال..أتذكر كل شيء.. لقد تعلمت منها أمورا كثيرة وقصصا قيمة وقيما وعادات ثمينة في الأدب والحياء و ««السنع). لقد علمتني كيف أحب النخلة وأحترمها وأرعاها في مواسم معينة من الوقت، علمتني أمورا تراثية كثيرة لن يعلمني إياها أحد سواها هي المنهل الذي كنت أنهل منه أعذب خبرات الحياة، رغم عدم التحاقها بالجامعة إلا أنها كانت بروفيسورة في كل علوم الحياة! كانت تعشق العلم وتطلبه من كل متحدث، درست القرآن والأحاديث النبوية الشريفة، إنها أفضل العلوم وأكثرها رقيا هذه الحياة، إنها كنزي الذي أخبئه في أعماقي وكان بجواره في بثر من السعادة ولكنها نضبت الان ولم يبق سوى الكنز! رحمك الله ياحبيبتى وطيب الله ثراك أيتها الطاهرة الكريمة التقية النقية الغنية بأخلاقك العفيفة الصالحة مربية الأجيال،.لقد تخرج من تحت يدك دكاترة ومعلمون ومربيات صالحات خر ج من منازلهم جيل كفو هو جدير بغرسك وكفاحك المشهود له بالصلاح والتقوى والوعي. فاضت روحك الطاهرة ولم أكن بالقرب من جبينك الطاهر لأحضنه بقبلة وداع تليق بحجم الحب الذي يقبع في داخلى لك. لقد قبلت جبينك الطاهر ولكن بعد أن فارقت أنفاسك الطاهرة هذه الحياة الفانية وفاضت لخالقها، حبيبتي وداعا...لقد حلت مشاعر جميلة كثيرة معك ولن تعود..وداعا وإلى عليين يا حبيبتى عند مليك مقتدر.